هل اللطف مع ChatGPT يلوّث الكوكب؟ سام ألتمان يكشف الحقيقة! في زمن أصبحت فيه المحادثات مع الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية اللطيفه، جاءتنا مفاجأة صادمة من قلب وادي السيليكون: أن تكون لطيفًا أكثر من اللازم مع روبوتات الذكاء الاصطناعي… قد يكلّف الأرض الكثير! في 16 أبريل 2025، ردّ سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، على تغريدة ساخرة تسأل: “هل استخدام عبارات مثل (من فضلك) و(شكرًا) يستهلك طاقة إضافية؟” ليجيب قائلاً:
“tens of millions of dollars well spent — you never know”— @sama
رغم بساطة الرد، إلا أنه أثار موجة واسعة من الجدل، وكشف عن حقيقة مهمة: كل كلمة تكتبها يتم معالجتها، وكل معالجة تستهلك طاقة. ومع الحاجة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي عبر مراكز بيانات ضخمة، فإن كل تفاعل—even المهذب منها—يسهم فعليًا في استهلاك كميات هائلة من الكهرباء.
لنقرب الصورة بمثال بسيط:
عندما تكتب سؤالًا مباشرًا مثل: “كيف أطبخ أرزًا أبيضًا؟” فإن العملية قد تستهلك ما يقارب 2 واط/ساعة من الطاقة.
أما إذا صغت السؤال بلطف زائد، مثل: “مرحبًا صديقي العزيز، أتمنى أن تكون بخير. من فضلك، هل يمكنك أن تشرح لي بطريقة مبسطة كيفية تحضير الأرز الأبيض؟ شكرًا جزيلًا لك! 🙏😊” فقد يرتفع استهلاك الطاقة إلى 4 أو حتى 6 واط/ساعة، بسبب الكلمات الإضافية التي تحتاج لتحليل وفهم.
الفرق يبدو بسيطًا؟ تخيّل هذا الفرق يُضرب في ملايين المستخدمين يوميًا!
بحسب دراسة من جامعة ماساتشوستس (UMass Amherst)، تدريب نموذج ذكاء اصطناعي واحد فقط قد ينتج انبعاثات كربونية تعادل انبعاثات خمس سيارات طوال عمرها التشغيلي!
كل كلمة إضافية في محادثتك مع الذكاء الاصطناعي تعني معالجات أكثر، طاقة أكبر، وأثر بيئي أعمق.
هل تعلم؟
تُشير تقارير إلى أن استعلامًا واحدًا على ChatGPT يستهلك طاقة أكثر بخمس مرات مقارنة بعملية بحث عادية على Google!
ومع ازدياد اعتمادنا على تقنيات الذكاء الاصطناعي يومًا بعد يوم، فإن كل “من فضلك” و”شكرًا” تسهم، دون أن نشعر، في زيادة فواتير الطاقة والانبعاثات الكربونية التي تضغط على كوكبنا.
فماذا نفعل؟
هل نتوقف عن التهذيب؟ بالتأكيد لا! لكن من الحكمة أن نكون أكثر وعيًا: الإفراط في المجاملة لا يضيف شيئًا للآلة، لكنه يضيف عبئًا على البيئة.
سام ألتمان نفسه أوضح أن هذه التكاليف “تُصرف بشكل جيد”، مبرزًا أهمية الحفاظ على اللمسة الإنسانية. ومع ذلك، قد يكون من المفيد أن نوازن بين “اللطافة الرقمية” و”الاستدامة البيئية”.
الخلاصة
كن مهذبًا… ولكن بكلمات مختصرة. وفي عصر الحوسبة الفائقة، لا تستهِن أبدًا بتأثير كلمة “شكرًا”.